Friday, March 4, 2016

مبدأ letting go

تأصل مبدأ التخلى عن الرغبات فى إسلامنا
 
كنت قد انهيت قرائتى لكتاب letting go  للكاتب الدكتور ديفيد هوكينز والذى ناقش فيه مفهوم التخلى عن فكرة التعلق بالأشياء المرغوب فيها والتى يسعى الانسان لتحقيقها حتى يصل لحالة من السلام والرضا عن نفسه وعن انجازاته.
وكان قد اوضح ان تعلقنا بهذه الرغبات ينشأ من الايجو او الأنا الداخلية التى تسعى للمثالية دائما وانه تبنى فى هذا الكتاب مبدأ letting go  والذى يعنى التخلى عن التعلق بتحقيق الأشياء المادية والمعنوية حتى نسمو بأرواحنا لمستوى السلام والذى من خلاله ستصل لكل ماتريده فى حياتك بكل سهولة ويسر.
وعندما بحثت فى ديننا الاسلام عن وجود هذا المفهوم الجديد فعثرت على حديث شريف لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يتبنى هذا المعنى الذى تتحدث عنه التنمية الذاتية الحديثة وربما بعضنا لايدرك الفوائد العظيمة له وأثره على حياتنا اذا ما قمنا بتطبيقه- فعليا- فى أمورنا اليومية المختلفة وهذا هو نص الحديث الشريف..
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ - حديث صحيح رواه مسلم
وفى تفسيرى المتواضع للحديث أرى انه ينصحنا بأن نسعى دائما للأفضل فى كل مجالات حياتنا وان نختار ما ينفعنا فقط ونركز عليه مع الاستعانة بالله فى كل الامور وحتى فى حالة حدوث ما يبدو انه على غير ما نشاء وما نسعى له فعندها لا يجب علينا ان نتذكر ونندم على الموقف السييء بل يجب علينا ان نقول : قدر الله وما شاء فعل ونترك الأمر لله يدبره بمشيئته مع عدم التفكير فى الامر بالكامل بعد هذا المقولة حتى لاتتجه افكارنا الى سلسلة من السلبيات التى لاتنتهى وتجلب لحياتنا المزيد من المشاكل.
انى مؤمنة بالكامل بأن الأسلام صالح لكل زمان ومكان وأننا اذا قمنا بالبحث الجيد عن اصل العلوم الحديثة الحالية سنجد دلالات لها فى القرآن والسنة بلا شك مما يفترض انه ربما اذا تعمقنا فى دراستنا الواعية للأسلام سنصل لمعومات تقود البشرية لما فيه خير للعالم كله.