الوقت هو وهم كبير ...الاهتمام به الزائد عن الحد المعتاد والمقارب للهوس بالخوف من التأخير على موعد ما او العمل او زيارة قريب ...هو عامل قوى يبعدك عن الاستمتاع بالسلام الداخلى.
تذكر اليوم الذى استيقظت فيه متأخرا عن عملك واصبت بالهلع واخذت تتصارع مع الوقت وعند مرور دقيقة بدقيقة يزداد التوتر والعصبية وقمت بإهمال فطورك وربما اهملت ترتيب شعرك وتلميع حذائك بدافع الخوف من التأخير اكثر ...وركبت سيارتك وكانت قيادتك ذات سرعة متزايدة عن ما اعتدت عليه ...حتى تصل لعملك فى اسرع وقت . .
ثم ما الذى حدث يومها ؟
ربما اسمعك مديرك بعض كلمات اللوم ..وربما لم يحدث شئ ومر الامر بسلام وربما كانت هناك صدفة اخرى وتأخر مديرك ايضا فلم يلحظ تأخيرك !
ولكن فكر معى ...ان التوتر والهلع الذى اصابك والذى نتج عنه افراز كميات هائلة من الكورتيزول فى الجسم ..واصابك بزيادة فى ضربات القلب وصعوبة في التنفس وتعرق زائد ..ورعشة فى الاطراف وألم فى المعدة وصداع
كل هذا كان عدم لطف منك على جسدك وعقلك ..نتيجة وهم الزمن
ولكن ...البداية عندك ومن الممكن ان تبدأ بالاتى:
- اذا حدث موقف مفاجئ يشعرك بالتوتر تقبله وقل قدر الله وما شاء فعل
- ( letting go )
- تعامل مع الوضع على حسب المطلوب فمثلا اذا كنت قد استيقظت متاخرا عن عملك حاول ان تختار المهام المطلوبة قبل الخروج من المنزل وتفعلها بتركيز كامل فهذا يجعلك تنجزها بوقت اقل ولاتركز كثيرا مع الوقت الفعلى فى ساعتك لانه سيشعرك بالتوتر اكثر والافضل لا تتابع الساعة لان معرفتك بالوقت ان تفيد ولن تجعلك مبكرا ...
- تأنى فى اثناء القيادة وعند الذهاب الى عملك وحاول ان تفهم مشاعرك فى هذه اللحظة وتتدرج بها اعلى قليلا ( استعن بمقياس هيكس للمشاعر ) ..ابحث عنه فى مدونتى او على google
- تفائلوا بالخير تجدوه وهذه المقولة من الاثر وقد قال الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي؛ فليظن بي ما شاء)وايضا (أنا عند ظن عبدي بي؛ إن ظن بي خيراً فله، وإن ظن شراً فله)...فتخيل وانت فى طريقك للعمل ان الامر بسيط وانك ستبدأ يومك بسهولة وسلاسة وانه سيكون يوم هادئ ..
عند اعتيادك على هذه الامور مع موقف واخر ..ستعتاد تلقائيا على الهدوء وستلاحظ شعورك اكثر بالسلام الداخلى.